Home»Régional»عندما يصبح الفكر أرخص من حذاء في مجتمع غاية دنيا البورجوازية فيه المال والجنس والنساء…

عندما يصبح الفكر أرخص من حذاء في مجتمع غاية دنيا البورجوازية فيه المال والجنس والنساء…

0
Shares
PinterestGoogle+

غريبة أطوارنا نحن المغاربة وكيف أصبحت، متسكعون بالمئات وشواهد بالآلاف ووظائف بالمحسوبية والمعارف، حتى أصبح الكل يطمح أن يغير الوضع ومرارته عبر قوارب الموت والهجرة نحو المجهول سواء تعلق الأمر بالحاصل على الشهادات أو العاطل أو محدود التعليم والمعارف..حتى كدنا نتساءل عن هويتنا كمواطنين في هذا البلد العريض الطويل، الممتد من شرقه لغربه على طوابع البريد والفاسح رحابه لأصحاب المال والامتيازات وزمرة من المستشارين والبرلمانيين الذين لا يرغبون في الخروج من دائرة الضوء، غير عابئين بشعارات مغرب العهد الجديد ومغرب التشبيب، أما مجالسنا البلدية فلا تزال ترقص على إيقاعات أسواق النخاسة الانتخابية في بيع وشراء أصوات المواطنين، وبعدها أصوات المستشارين الواصلين…مجالسنا المنتخبة لا تعدو أن تكون وجعا أبديا لا يريح ولا يستريح، يكون للحديث عنها نكهة خاصة، وإن كان حديث السياسي يختلف عن حديث المثقف وحديث المواطن العادي لا يتجاوب وحوار المستشار، إلا أن الكل بات يدرك أن مصالحنا العامة ضاعت ما بين الاستهتار السياسي والحزبية الضيقة وطغيان المصلحة الخاصة حتى أصبحت مجالسنا المنتخبة تنفذ أحكامها علينا قبل أن نفتح أفواهنا، ولماذا لا يكون لها ذلك وهي لا ترانا أكثر من وليمة فوق سرير انتخابي…
إنها ضريبة الديمقراطية على غرار ضريبة الشهرة والضريبة على القيمة المضافة وغيرها من الضرائب التي تثقل كاهل المواطن العادي، مادامت مجالسنا تضم الأمي والجاهل والمستهتر والنرجسي والأناني، ومادامت مفاهيمنا للديمقراطية لا تقف سدا منيعا لتنتصر على هذا الوهم الكبير، وهم الاستشارة المجانية…
في كثير من الأحيان تضيق بنا فرصة البحث عن هوية مجالسنا فنغيب في دهاليز الخوف على الديمقراطية ورعب الرؤساء من ضياع المصالح والامتيازات، ومادامت شمس الحرية مقبرة لكل مصون فإنه لا يجب ادعاء الديمقراطية والتحضر ونحن أكثر بدائية من ضباع سيبيريا، وليس من درس في جامعات غربية أو من حصل على شواهد عليا مختلفا مادام حين يحصل على السلطة ويمتلك عصا القرارات لا يبتعد عن توحش " دراكولا" وليس مهما على الإطلاق أن يضع هذا البرلماني أو ذاك المستشار في فمه سيجارا من هافانا وهو يتصرف بغريزة البربر، يعطي صديقاته الورود وفي أعماقه تصرخ أصوات العنف الرجولي وغابات الخيزران..
لقد تاهت مجالسنا بين حساباتها وصراعات مستشاريها وضاعت مصالح المواطنين بين شعارات النفاق والوصولية التي تهرول على أربع .. لقد اعتقدنا أننا نمد أجسادنا انتخابيا ونضعها جسرا تمر عليه مدننا إلى الضفة الأخرى، ضفة الحرية والرفاهية، فلم نجد بعد كل هذه التجارب الانتخابية غير مجالس مشلولة تحاول أن تجمع في السياسة بين الحضارة والديمقراطية وهي لا تتقن غير البربرية، تتعاطى الأقراص المهدئة وترهق كواهلنا بوجع خطابات مترهلة لا تريح ولا تستريح..
ونحن نستشرف الاستحقاقات المقبلة يحق لنا أن نتساءل: هل نسينا غريزة النطق وصودرت منا أدوات الكتابة؟ أم لازلنا نبحث عن قدرة الصراخ وجرأة التحدث لننزع القفل الصدئ عن مجالس لا يفهم أعضاؤها الحرية سوى في بضع الدراهم أو في سنتيمترات فوق ركبة فاتنة… فما أضيق الحرية التي لا يتجاوز طولها بضعة دراهم و عدة السنتيمترات…
أمام هذه الجحافل من البطالة وضياع المال العام لن يفكر الواحد منا في غير الهجرة، لكن
هل أصبحنا مخلوقات مهاجرة كاللقالق والحمام، تبحث سفننا عن بر آخر غير برنا وخبز آخر غير رغيفنا؟ ثم لماذا لا يمنحنا هذا الوطن ما نحتاجه، ولماذا يدفعنا نحو المجهول؟

المؤكد أن غياب استراتيجية اقتصادية محكمة وكثرة الخطابات السياسية عن أسواق الشغل والشعارات الجوفاء هي المسؤولة عن كل هذا الهم اليومي ..
أما الآن فإننا لم نعد نقبل تلك الترهات والفصاحات العربية التي تسقطنا في بحر العرب .. واليوم ونحن نستعد لخوض استحقاقات جديدة كيف سوف يفكر المرشحون للبرلمان في حل إشكال بطالة حملة الشواهد؟ وكيف سوف يتعامل هؤلاء مع السياسة التعليمية نحو أقلمتها، وتكييفها مع الحاجيات الاقتصادية، أم أن هم كل البرلمانيين سوف ينتهى، بمجرد الإعلان عن النتائج، وسوف يكون لزاما علينا أن ننتظر التأرجح على موجات خطاباتهم عند الحملة الموالية؟
إن أولى أولويات صناع القرار هو الإنكباب على إيقاف زحف لقالقنا المهاجرة عبر قوارب الموت ليس بحلول ترقيعية أو شد الحصار على المناطق الحدودية لأن الحالة في تشخيصها تتجاوز ذلك، ولأن التشخيص الحقيقي للحالة ومحاولة إيجاد مخرج للأزمة الخانقة التي تعاني منها الطبقة العاطلة سواء الحاملة للشهادات أو محدودة التعليم هو الحل الأنجع …
وعليه يبقى التفكير في وضع استراتيجية حقيقية بمعية كل الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين لتجاوز هذه الأزمة هو المطمح الوحيد في ظل أزمة أجمع الكل على أننا نتوفر على أبجديات حلها، فقط يكفي وضع اليد على المواضع المحددة للداء وتوفر الإرادة السياسية الحقيقية لحفظ الكبرياء، لأنه لا يعقل أن تجلس فئة قليلة على بحر نفط وتخزين الملايين بينما الأغلبية الساحقة تستمر في العيش على إيقاع مسلسل الفقر اليومي وتشتري كل لحظة تذاكر الدخول إلى القبر، بعدما تأكدت أن الفكر أصبح أرخص من حذاء في مجتمع غاية دنيا البورجوازية فيه المال والجنس والنساء…

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. ابو صلاح
    02/08/2007 at 00:12

    من منطلق تجربة طويلة في الاستحقاقات الجماعية والبرلمانية، خبرت هدا المجال الفسيح جيدا وخلصت الى محصلة تتمثل في كون هدا الفضاء وخاصة البرلماني منه يستند الى المال اولا واخيرا ، اما الفكر فلا مجال للحديث عنه هنا .
    اصحاب المال هم من يصادرون عقلك وقلمك، وهم من يسخرون منك ويسفهون قيمك ومبادءك .
    ادا فلا مجال للحديث عن الفكر في سوق النخاسة..ومع دلك لتبق هده النافدة مشرعة للفكر والراي الاخر وليساهم كل منا في انارة هدا الفضاء – فضاء الفكر – حتى لانشعر بان اقلامنا قد صودرت منا.

  2. طربي
    02/08/2007 at 23:00

    كنا نضن أن بحلول القرن الواحد والعشرين ومع مطلع الألفية الثالثة قد حان الوقت ليتمتع اتجميع بالرفاهية والصحة والعافية والعيش الكريم والعدالة والأمن الاجتماعيين كما هو الحال بالدول الاسكندينافية الا أن المرء عندما يشاهد مواطنين مغاربة أبا عن جد يقتاتون من القمامة و عائلات بكل أفرادها تتشرد و تعيش في العراء محتلة أماكن عمومية بشوارع بعض المدن ومرضى يموتون لحرمانهم من الرعاية الطبية اللائقة آخرون أصحاء يموتون ب « الفكعة » ومئات العاطلين من حملة الشواهد وعشرات الأشخاض ب »الموقف » من 5 الى 10 صباحا دون جدوى وتفشي ظاهرة الزبونية والمحسوبية والفساد الاداري لا ثقة في المستقبل مادام أولائك الدين أوكلت لهم مسؤولية تدبير الشأن العام يستهترون بمصالح المواطنين لدلك نراهم يتعاطون عوض الأقراص المهدئة للحبوب المسببة للهلوسة كي نبدوا لهم كالأكباش أو الكباش « احوالة » وليس كأناس حتى لا نخيفهم.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *