Home»Régional»مشعوذون يلحؤون إلى وصفات السحر والجنس ل -علاج – زبناء يائسين

مشعوذون يلحؤون إلى وصفات السحر والجنس ل -علاج – زبناء يائسين

1
Shares
PinterestGoogle+

لا يصدق المرء أنه مازال في مغرب الألفية الثالثة أناس يؤمنون بالغيبيات ويتعاطون للسحر ويستعملون مواد وأعشابا للعلاج بطرق بدائية، ويدقون أبواب المشعوذين ويقضون الليالي في الأضرحة و"يزورون" "مقدميها وشيوخها" الأمواتَ منهم والأحياء ويربطون مرضاهم المصابين بالصرع أو الأمراض النفسية والعقلية ويسجنونهم في بيوت "الأولياء والسادات والصالحين" طلبا في شفاء من رفات أصحابها. لا يعقل أنه في عصر الانترنيت والأجهزة الرقمية والهواتف النقالة والبرابول والصحون المقعرة وقنواتها التلفزية والسكانير والآلات الطبية الدقيقة التي تتجول عبر أجهزة الجسم وعروقه والطائرات النفاثة والمخترقة للصوت والصواريخ العابرة للقارة والقنابل العنقودية و…و…ما زلنا في المغرب نتعاطى لطرق علاج الأمراض الخطيرة بل علاجها مجتمعة ببلاسم اندثرت مع اندثار الإنسان البدائي بتعليق التمائم والطلاسيم والحروز والخميسات وصفائح البهائم والكتابة على أعضاء الجسم والبخور و…و…، ما زلنا نتعاطى للتداوي بالسحر والشعوذة والبحث عن حلول عجزت عن العثور عليها الأبحاث الطويلة والمكلفة في البلدان المتقدمة في مختلف العلوم المتطورة والتكنولوجيا الدقيقة… …"والله أسيدي إلى هذاك "الفقيه" يده مبروكة وجبرت عليه الشفاء" يقول أحد المواطنين بكل يقين وصدق بعد عثوره على شريكة حياته، ثم يزكي قوله آخر"أنا بعدا لو كان ماشي هاذ الشريف لو كان راني هبيل…والله إلى جاب لي ربي الفكاك على دواه "… لهم عيادات تستقبل العشرات من المواطنين اليائسين من قرارات الأطباء وعلاجاتهم أو غلاء الوصفات الطبية وأدويتها أو لإيمانهم الأعمى بالطلاسيم والتمائم والغيبيات أو لاقتناعهم بقدرتهم على خرق المستحيل أو لصدمات نتجت عن علاقات أو اتباعا لنصائح قد تأتي من سُذَّج مقتنعين بتجارب مرُّوا بهامواطنون سذج يأخذون مكانهم ضمن الطوابير ابتداء من الساعة الخامسة صباحا للتملي بطلعة المشعوذ العراف أو المشعوذة العرافة المطلعين على الغيب والمستقبل والقادم والرائح أو "الفقيه" المتفقه في علم "الدمياطي" المسيطر على الجن وعلى الإنس كذلك، زيارة ب100 درهم أو فحص لمريض يائس أو قراءة طالع لمستقبل أسود أو بحث عن زوج لعانس أو عن طفل لعاقر أو جلب رزق لطامع أو إنعاش متعة جنسية لفاقدها…متعة جنسية يجدها المشعوذ ذاته في "تقلاب" الزبونات من الفتيات والسيدات الجميلات العامرات ،"أنا مشيت عندو باش يكتب لي ويْبَعَّدْ عْلِيا العين وهو بدأ يقلبني وحط يديه على صدري وزاد بهم يَمَسَّكْ على نْهودي وسلَّمْ عْلي من فُمِّي …" تحكي سيدة لأخرى عن أحد "الفقها/المشعوذين" المتواجدين بوسط المدينة حيث كثرت الأسواق والقيساريات المملوءة بالسلع المهربة… زيارة "عيادة الشعوذة" ب100 درهم والعودة إليها بعشرات العشرات من الدراهم في عمليات علاج كاذبة بالأعشاب أو خليط منها أو كمية "الأوهام" وتمائم مصنوعة من قطع القماش معقودة بالخيوط الحمراء والخضراء أوكتابات ب"مداد السمق وقلم من القصب" للأكل أو للشرب أو للبخور أو للتعليق أو للدفن، عمليات لا يمكن إلا أن تصنف في خانة النصب والاحتيال ب"المرموز" أو المقبولة اجتماعيا ب"الواضح"، من الزبائن المرضى اليائسين من يتحمل الكي بالنار والصعقات الكهربائية والضرب بالسوط واللكم بقبضة اليد والصفع بكفها، ومنهم من يتناول ماء أو سكرا أو رغيفا بصق فيه المشعوذ/الفقيه وصار بلسما شافيا سماه "حرِّيف"، يتحمل المواطن الساذج المخدوع كل هذا إلى أن يقنط الباحث عن العلاج ويعيى وييأس وينسحب راضيا بقدره وقسمته…" مشعوذون أثرياء… يستعمل هؤلاء السحرة المشعوذون أعشابا سامة مخلوطة بمسحوق عظام حيوانات كالضب وجلود الأفاعي والضفادع وقرون الماعز وأشياء أخرى لا يعلمها إلا الله وصاحبها وتسلم بثمن خيالي لعلاج ما استعصى على الطب الحديث…" يوضح الدكتور بوشنتوف صيدلي ورئيس جمعية فضاء الصحة ونقيب سابق لنقابة صيادلة مدينة وجدة،ثم يستطرد قائلا" يمكن لهذه الوصفات أن تتحول إلى سموم قاتلة في حالة ارتفاع الكمية أو انتهاء مدة صلاحية الخليط أو التفاعل الكيماوي لمزيجها أو انعدام احترام سلسلة الحفظ وهذا ما يعرض صحة المواطن إلى الأخطار التي سيكون الطب الحقيقي بعد ذلك عاجزا على علاجها". ومن المشعوذين من ذاع صيته وفتح عيادات في بعض المدن بل أصبح يتنقل حتى إلى خارج المغرب بين عواصم بلدان أوروبا ويقيم هناك لمدة في عمليات جد مربحة للمغتربين في الخارج المؤمنين ببركات هؤلاء ومبالغين في إكرامهم حيث تمكنوا من جمع ثروات هائلة من المال تاركين لزبائنهم السذج ثروات من اليأس والأمل المعلق على "خيوط" مربوطة في أقدام وأعناق و"تمائم" موضوعة تحت ِوسَادات أو أسرة أو "كتابات" مدفونة تحت عتبات البيوت… ولا تخلو مدينة من المدن الشرقية من هؤلاء المشعوذين، وهم منتشرون عبر أحياء مدينة وجدة (حي لازاري وفيلاج سي لخضر وفلاج النصر…) وبحي الحلفة بتاوريرت وبأولاد ميمون والطحطاحة بركان و بالناظور والدريوش والعيون الشرقية…و…"أنا ما كنديرش يَدِّيَ حتى في جيب شي واحد…ياك الناس أللي كتدِّير يدِّها في جيوبها وتعطيني لفلوس…" يوضح أحد المشعوذين الأميين(أُمِّيٌ دون مبالغة وبكل ما في الكلمة من معنى بحيث لا يستظهر حتى فاتحة القرآن) ثم يضيف قائلا " أنا هاذي خد
متي ورزقي في هاذ الناس اللي كيْصَدقُوني …سمِّيها كِيفْ بْغيتْ …يَمْكَن النصب والاحتيال… ولكن ماشي السرقة والشفارة…"، ويزيد زميله في النصب والاحتيال ولكن هذا على الأقل من حفظة القرآن وإن كان يتعاطى للكتابة على كل شيء، على الجلد اليابس والجلد الطري…" لو كان، كان فينا شي واحد يقدر يجلب الرزق، لو كان جلبو لراسو ماشي للناس…". لا. لقد استطاعوا جلب رزقهم بوسائلهم الخاصة من جيوب المواطنين السذج وملأوا بها جيوبهم وما زالوا ما دام "السوق" عامرة بمن يصدقونهم… ينصح الدكتور ادريس بوشنتوف بالابتعاد عن اقتناء ما يقدمه المشعوذون من مواد غير معروفة والخلائط غير الحاملة لعنوان صانعها وتواريخ مدة صلاحيتها كما يطالب بتقنين مهنة العشَّاب ومحاربة الشعوذة ومراقبة ممارسيها والاعتراف بالطريقة العلمية لمن له الحق في ذلك من أصحاب المستوى والشواهد " براكة من الكذوب…براكة من الكذوب على عباد الله"… أعشاب سامة بين أيدي المشعوذين "هناك مواد كيماوية ومعدنية ممنوعة التداول إلا بعلم ومعرفة وتحت المراقبة ومع ذلك تستعمل من طرف العديد من المشعوذين والمشعوذات ك"الزرينخ"وهو مادة كيماوية تستعمل في الصناعات و"اليطرون" و"البنج" و"برماكانة" (La permanganate) التي تستعمل في علاج "الإيكزيما" وممنوعة في غير الصيدليات ومع ذلك تستعمل في الإجهاض وقد تسبب نزيفا دمويا عند المرأة قد يؤدي إلى الوفاة." يقول عادل سعيد عشَّاب سوس رئيس الهيئة الوطنية للعشَّابين المهنيين والباحثين بالمغرب ورئيس المجلس الوطني للعشَّابين بالمغرب. وهناك أعشاب سامة تخلط بأعشاب أخرى منتهية صلاحيتها وتطحن وتعبأ في علب جميلة ومنمقة وحاملة لأسماء مشرقية على أساس أنها صنعت في دول المشرق العربي دون الإحالة على هوية صانعها أو عنوان المصنع أو المعشبة مصدر إنتاجها، ولا تركيبتها أو تاريخ صنعها أو تاريخ انتهاء صلاحيتها. ويشتري المشعوذ الزرنيخ ب65 درهم للكيلو، حسب ما وضحه عشَّاب سوس، رئيس المجلس الوطني للعشابين، ويبيعه للمواطنين السذج المخدوعين بالتقسيط بحوالي 3000 كلغ ، أما "اليطرون" فيُقتنى ب3 دراهم وُيباع بحوالي 2000 درهم والبنج لا يتجاوز 20 درهم للكيلو ويقسط بحوالي 2000 درهم للكيلو. أعشاب تحمل عنوان العلاج المقصود في استعمالها ومنها "أعشاب المعدة" و" أعشاب المصران" و"أعشاب الكلي" و"أعشاب الروماتيزم" و"أعشاب البرودة" و"أعشاب تصفية الدم" و "أعشاب الشقيقة" وأعشاب البواسير" و"أعشاب الربو" و"ألأعشاب الحساسية" و…و…وهي علب لأعشاب تحمل اسم "مشروب" حلو منتهية صلاحيتها حيث أن المحتوى غير ذي فعالية. وهناك سُذج يقتنون أنواعا من العسل بأثمنة باهظة لا تخطر على بال وهي أنواع من المحاليل بلون ونكهة العشبة المراد تسميته بها للإيهام، تشبه العسل باعتبار أن "الصانع" يقوم بطبخ الأعشاب بعسل السكر وتعطى له أسماء ك"عسل الحبة السوداء" و"عسل الدغموس" و"العسل السحري" و"عسل الربو" و"عسل الكاليتوس" و"عسل الليمون" و"عسل الزعتر" و"العسل الأسود" ويباع بأسعار تتراوح ما بين 350 درهم و 500 درهم. ويطبخ العسل بعَشْبة أزير ويصفى ويوضع في الثلاجة إلى أن يتجمد ويباع ب10000 درهم على أساس أنه غذاء ملكة النحل بدل 200 درهم. أعشاب تستورد بطريق بطريقة غير قانونية وغير مراقبة صحيا وطبيا وجمركيا. كما أن هناك مواد وأدوية مقتناة من الصيدلية أو من سوق الفلاح بوجدة حيث تنشط عملية تجارة الأدوية المهربة من الجزائر منها "الفياكرا" و"الفنطولين" وغيرها حيث تطحن أقراصها وتخلط بالأعشاب وتباع للذين يعانون من الضعف الجنسي أو الربو فتعطي النتيجة ولو كانت قليلة الأمر الذي يجعل المستعمل لها يقتنع ويطيل العلاج ويساهم في إثراء جيوب المشعوذين… " يمكن أن نتحدث عن العشَّاب التقليدي أو العطار ولكن أن يدعي أحد أنه عشَّاب بالمعنى العلمي (Herboriste) اختصاصي في الأعشاب الطبية فهذا غير صحيح حيث لا يوجد في المغرب مدارس أو معاهد لتخريج هؤلاء، هذا بالإضافة إلى أن هؤلاء العطارة/العشابة لا يتوفرون على شواهد" قول الدكتور ادريس بوشنتوف صيدلي ورئيس جمعية فضاء الصحة ونقيب سابق لنقابة صيادلة مدينة وجدة،ثم يضيف "للحصول على شهادة في هذه المهنة ، على الشخص أن يتخصص بعد حصوله على دبلوم الصيدلة أو على الأقل يكون حاصلا على الباكالوريا وأربع سنوات من الدراسة وهذا ما هو معمول به في دول أوروبا ". ويعتبر الصيدلي ممارسي هذه المهنة مجرد مشعوذين يمارسون مهنة نظمها القانون بدون رخص حيث يقترحون على المواطن خليط أعشاب تصلح في ذات الوقت لجميع الأمراض الجسدية والنفسية وحتى الغيبية من "الثقاف وأوجاع الرأس وأوجاع المعدة والسحر والعين والمتانة البولية والعجز الجنسي وغير ذلك… والله إن هذا لمضحك…". ويرى عادل سعيد "عشاب سوس" بوجدة أن مهنة العشابين أصبحت مهنة من لا مهنة له ببطائق الزيارة وقصاصات إشهارية تعرف بهم بأنواع العلاج لمختلف الأمراض المستعصية على الطب الحديث في عيادات خاصة بمكاتب وسكريتيرات وبالموعد . فمن "العشَّابين" المشعوذين من لا علاقة لهم بالحرفة وهو مجرد متاجرين لنباتات يسمونها "أعشاب" ويتعاملون مع مجموعة من المشعوذين من العرافين والعرافات و"الفقها" مقابل 50 درهم للوصفة التي يبعث بها العراف للمشعوذ. و

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. ذ .محمد العثماني
    26/06/2007 at 15:53

    الخلاص يكمن في نشر العقيدة الإسلامية الصحيحة التي تحارب كل ما له صلة بالخرافة و الشعوذة ويكفي حديث واحد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم  » من أتى عرافا فصدقه فقد كفر بما نزل على محمد « 

  2. مهبول من المغرب
    27/06/2007 at 00:14

    لو كانت الدولة المغربية تخترم القضاء ولو كانت النيابة العامة مستقلة ما كانت هذه الخفافيش والخثالة من المشعوذين ليمونوا .
    ماذا تريد من مغرب فيه الامية والجهل والفقر …
    ماذا تريد من مغرب ليس فيه جمعيات شجاعة ولا صحافة متخصصة ولا احزاب مسؤولة تحارب الفساد حقا بعيدا عن المصلحة الشخصية ..
    لقد قدمت التوصيف .. لكن ، ماذا بعد ،

  3. المنصوري
    29/06/2007 at 00:39

    المقال جيد والموضوعات المطروحة فيه على جانب كبير من الأهمية؛ فلأول مرة أقرأ هذه المعلومات.
    وحبذا لو ان الكاتب الفاضل عالج القضية من خلال تحقيق صحفي شامل، بدل الأسلوب الإنشائي، وأقترح صادقا على الأخ الكاتب مراجعة تحرير الموضوع وإنجاز التحقيق وتعميم نشره في الصحافة الوطنية والعربية المكتوبة وفي مواقع الانترنيت تعميما للفائدة وتوعية للناس وتبصيرا لهم من أشكال النصب والاحتيال التي يمارسها هؤلاء المعالجون التقليديون.
    كما أتمنى أن نقرأ مقالات وتحليلات في الموضوع ينجزها علماء الاجتماع والنفس والطب لإلقاء مزيد من الضوء حول الزوايا المعتمة للظاهرة.

  4. simo
    05/07/2007 at 00:08

    almohim howa anatija al ijabiya

  5. فاعل خير
    03/06/2011 at 20:28

    السيد عبدالقادر كتره
    اشكرك جدا على هذا المقال القيم والذي يدل على حرصك الشديد لتنبيه الاخوه والاخوات من شرور ما قد يصيبهم بعد اتصالهم بهؤلاء المشعوذين والدجالين ولني كنت اود وتمنيت منك حتى لو ذكرت بعض او احد هؤلاء الناس بالاسم والعنوان لمجرد التنبيه والتحذير
    وبما انك انت لم تقم بهذا فأنا سوف اذكر اسم احدهم وانا لا اتدعي عليه او اريد سوء سمعته ولني ساذكره بعد تجربتي الشخصيه معه
    هذا الانسان فعلا من اشر وادهى واخطر المشعوذين والدجالين في المغرب بل واكاد اقول في الوطن العربي هذا الرجل والذي يدعى عبدالقادر ببانو او بيبانو والذي يزاول نشاطه من : معشبة السلام – بلوك6، رقم 83 – اليوسفية الشرقية الرباط – المغرب
    نرجو من الله وبمساعده المواطنين فضحه وفضح اساليبه وتحذير كل الناس منه
    والله ولي التوفيق

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *