Home»Correspondants»حشود عسكرية مغربية وإسبانية لمنع عبور أفارقة يائسين إلى مدينة سبتة

حشود عسكرية مغربية وإسبانية لمنع عبور أفارقة يائسين إلى مدينة سبتة

0
Shares
PinterestGoogle+

«أطباء بلا حدود» تنتقد تعذيب الشرطة في البلدين للمهاجرين
الرباط: عبد الله الدامون
عاد هدوء نسبي إلى حدود مدينة سبتة التي تحتلها إسبانيا شمال المغرب، بعد أحداث دامية الليلة قبل الماضية أدت إلى مقتل خمسة أشخاص وجرح حوالي مائة، في الوقت الذي أدانت فيه منظمة «أطباء بلا حدود» هذه الأحداث وألقت باللوم على السلطات المغربية والإسبانية.

وذكرت تقارير للأمن الاسباني أن المئات من أفراد الجيش الاسباني انتشروا في المنطقة على طول سياجات الحدود المحيطة بالمدينة، لكن ذلك لم يمنع قيام مجموعة تتكون من حوالي خمسين مهاجرا افريقيا بمحاولة جديدة لاختراق الحدود ليلة أمس (الجمعة)، وهي المحاولة التي باءت بالفشل.

وكان خمسة مهاجرين سريين من بلدان افريقيا جنوب الصحراء لقوا حتفهم الليلة قبل الماضية خلال محاولة جماعية ضمت المئات منهم لاختراق حدود مدينة سبتة، وتزامنت هذه المحاولة مع أشغال القمة الإسبانية ـ المغربية التي عقدت يومي 28 و29 بمدينتي قرطبة واشبيلية بجنوب البلاد.

وكانت نائبة رئيس الوزراء الاسباني، ماريا تيريسا فيرنانديث دي لابيغا، صرحت أن السلطات الاسبانية أرسلت أربع فرق من الجيش تتكون في مجموعها من حوالي 500 عسكري لتعزيز حراسة السياجات الأمنية حول مدينتي سبتة ومليلية.

كما أعلن المغرب أنه أرسل بدوره إلى المناطق الحدودية حول المدينتين أزيد من ألف وخمسمائة من أفراد الجيش لتعزيز الأمن.

وتضاربت المعلومات عقب الأحداث حول مسؤولية مرتكبيها، حيث أشارت تقارير صحافية من اسبانيا إلى أن ثلاثة من المهاجرين ماتوا على الجانب المغربي من الحدود، في الوقت الذي أشار فيه المغرب إلى أن ثلاثة من بين خمسة مهاجرين قتلى لقوا حتفهم على الجانب الاسباني. وقرر البلدان فتح تحقيق في أسباب مقتل المهاجرين الخمسة. إلى ذلك، أدانت منظمة «أطباء بلا حدود» الأحداث، واعتبرت أن اعتماد العنف والوسائل المهينة لا تزيد إلا في المعاناة والتهميش. وقالت المنظمة في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن «المهاجرين الذين كانوا ضحية هذه الأحداث، والذين كان هدفهم البحث عن حياة أفضل، يعانون في الأصل من ظروف عيش لا إنسانية قاسية للغاية».

وأدرجت المنظمة أرقاما أشارت فيها إلى أن أبرز مظاهر المعاناة الصحية للمهاجرين السريين في المنطقة تتم بسبب العنف المباشر وغير المباشر الذي يمارس عليهم. وأشارت المنظمة إلى أنه من بين أزيد من عشرة آلاف عملية فحص طبية تمت بين 2003 و2005، فإن 2544 حالة مرضية كانت بسبب العنف الممارس على المهاجرين.

وذكر تقرير المنظمة الدولية شهادات لمهاجرين ادعوا فيها ان 44 في المائة منهم تعرضوا لعنف من طرف الشرطة المغربية، وأشار 17 في المائة منهم أنهم تعرضوا للاعتداء من قبل عصابات منحرفة، فيما أشار 18 في المائة من هؤلاء إلى الشرطة الإسبانية كمصدر رئيسي للعنف ضدهم. وقال 12 في المائة إنهم كانوا ضحايا شبكات منظمة في مجال الهجرة السرية، و7 في المائة بسبب حوادث عارضة، واثنان في المائة من الإصابات تتم بسبب النزاعات بين المهاجرين أنفسهم.

ورصد تقرير «أطباء بلا حدود» طبيعة الإصابات الجسدية التي يعانيها المهاجرون حول مدينتي سبتة ومليلية كونها تتراوح بين الكسور الخطيرة، أو إصابات بالرصاص، أو عضات الكلاب خلال مرورهم بالمناطق النائية أو اقترابهم من القرى في المنطقة.

وأشار التقرير إلى أن أغلب الإصابات الخطيرة مثل الكسور حدثت خلال محاولات المهاجرين اجتياز السياجات الحديدية للمدينتين، أو خلال هربهم من قوات الأمن المغربية أو الإسبانية.

وكانت عمليات عبور الحدود بين المدينتين تتم في السابق بطريقة فردية أو في جماعات صغيرة مما لا يلفت نظر حرس الحدود. غير أنها تحولت خلال الأسابيع الأخيرة إلى عمليات اجتياح حقيقية أدت إلى مصرع ثلاثة أشخاص خلال الأسابيع القليلة الماضية، قبل أن يرتفع العدد إلى ثمانية قتلى بعد الأحداث الأخيرة.

وفي موضوع ذي صلة، يعقد يوم غد (الأحد) ولمدة يومين بالرباط الاجتماع الحادي عشر لمؤتمر وزراء داخلية بلدان غرب المتوسط. وذكر بيان لوزارة الداخلية المغربية أن دول المغرب العربي الخمس ستشارك في هذا اللقاء، إلى جانب خمسة بلدان بالضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، وهي إسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال. وسيكون الاجتماع، وهو الحادي عشر لمؤتمر وزراء داخلية بلدان غرب المتوسط، مناسبة لتعزيز التعاون الاقليمي في مجال مكافحة الإرهاب، والهجرة السرية، والاتجار في المخدرات، والجريمة المنظمة. وأشار المصدر ذاته إلى أن هذا المؤتمر سيشكل أيضا فرصة لتحسين سبل التعاون في مجالات اللامركزية والوقاية المدنية. ويأتي انعقاد المؤتمر في أعقاب الأحداث المؤسفة التي وقعت على حدود مدينتي مليلية وسبتة المغربيتين اللتين تحتلهما اسبانيا، وفي وقت يطالب فيه المغرب بضرورة تحمل دول المغرب العربي وكذا الاتحاد الاوروبي قسطا من المسؤولية للتصدي لظاهرة الهجرة السرية.

جريدة الشرق الأوسط

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *