Home»Régional»تفشي ظاهرة (التشمكير) في المؤسسات التربوية بنيابة جرادة

تفشي ظاهرة (التشمكير) في المؤسسات التربوية بنيابة جرادة

1
Shares
PinterestGoogle+

لقد فوجئت وأنا أزوال مهامي كمشرف تربوي ضمن الفريق النيابي المكلف بمصاحبة رجال الإدارة التربوية الجدد بظاهرة خطيرة في إحدى المؤسسات التربوية وهي الثانوية الإعدادية سيدي محمد بن عبد الله بمدينة جرادة حيث كشف أحد الحراس العامين للخارجية الجدد عن الظاهرة في معرض حديثه عن مهامه وفق ما ينص عليه مرسوم رجال الإدارة ومن ضمنها السهر على أحوال المتعلمين الصحية والاجتماعية والنفسية والتربوية التعليمية؛ وأطلع فريق المصاحبة على كيس بلاستيكي يحتوي على أنابيب مادة الديسولوسيون المستعملة في ترميم العجلات المطاطية ؛ وهي من بين مواد ما يعرف بظاهرة (التشمكير) وهذه الظاهرة عبارة عن عملية تعاطي التخدير بواسطة حاسة الشم ؛ بعد ضخ محلول المواد الكيماوية المسكرة أو المفترة في خرق تقوم مقام المناديل وتلف حول الأنوف لساعات طوال حتى تحمر العيون ويحصل المراد من الاستنشاق ؛ وهو هوس التخدير. والغريب في ظاهرة التشمكيرـ واللفظة مما اخترع وهي تعني الشم بغرض السكرـ في مؤسسة سيدي محمد بن عبد الله بجرادة أنها تتم عبر أكياس البلاستيك لا عبر الخرق الكتان حيث يوضع محلول الديسولسيون في هذه الأكياس ويستنشق عبر الفم لا عبر الأنف . وقد بلغ عدد ضحايا الظاهرة ما يربو عن عشرين تلميذا والعدد في تزايد ومعظمهم من دوار أولاد أعمر؛ وهو حي هامشي يقطنه عمال سابقون في منجم جرادة منهم من قضى بسبب السيليكوز ؛ ومنهم من يعاني منه ؛ والحصيلة أرامل وأيتام ؛ ومنهم عمال مهاجرون من صنف الحراكة ولا يختلف أبناؤهم عن الأيتام ولا نساؤهم عن الأرامل فهم أشباه أيتام وشبيهات أرامل. وهذه الشريحة من الأيتام وأشباه الأيتام تعاني من ظروف معيشية صعبة في غياب الآباء مما جعل الأبناء عرضة لكل الظواهر الاجتماعية السلبية؛ ومن بينها ظاهرة تعاطي المخدرات التي تنقل إلى المراهقين بواسطة الكبار خصوصا وان الأحياء الهامشية هي البيئات المؤهلة لتفشي ظاهرة تعاطي المخدرات بسبب ظاهرة الفقر والبطالة مع سيادة فكرة التخدير بين الفقراء لتجاوز ونسيان ألم عقدة الفقر والبطالة. ولعل الحرمان الذي يعاني منه أبناء هذا الحي الهامشي ساهم في تكريس ظاهرة التخدير عن طريق التشمكير بنفس المبرر.
والمقلق أ ن هذه المادة تصل إلى أيدي المراهقين بواسطة الراشدين في غياب الراقابة عليها وتقنين استعمالها لدى مستعمليها لغرض إصلاح العجلات خصوصا الدراجين . ومعلوم أن المقاربة التربوية وحدها لا تكفي لمحاصرة هذه الآفة الخطير التي قد تتوسع دائرتها عن طريق العدوى ؛ فتشمل عددا كبيرا من تلاميذ هذه المؤسسة وغيرها من المؤسسات في الإقليم وحتى في الجهة ؛ ولا بد من مقاربات أخرى مع وجود تنسيق مسبق وتكاثف بين مختلف الجهات المعنية لتفادي كارثة حقيقية. ولا بد من توعية للآباء وأولياء الأمور لمراقبة أبنائهم باستمرار؛ وتنبيه الجهات المعنية عند معاينة ما يريب في سلوك المتعلمين بخصوص هذه الظاهرة الخطيرة .
لقد قرعت أجراس الخطر من قبل حسب ما صرح به رجال الإدارة في هذه المؤسسة ؛ وها أنا ذا أقرع الجرس من جديد عبر هذا المنبر الإعلامي الواعد ؛ وأرجو أن أسمع من كان حيا وأن تكون الحياة لمن أنادي.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. اللوسي الياس
    25/04/2007 at 18:33

    انا كنت مع متل هده الفئة والان عف.الله
    اشكرك iliass-9799@hotmail.com

  2. محمد الزعماري
    25/04/2007 at 18:33

    انها ظاهرة فعلا تنتشر بين تلامذتنا وخاصة منهم من يشعرون انهم دون مستوى القسم وانهم غير قادرين على مسايرة زملائهم ،وذلك نتيجة الفشل في تطبيق المراقبة المستمرة التي حادت للاسف عن هدفها ،وكذلك توجيهات الخريطة المدرسية التي تسمح بانتقال من مستوى الى اخر بمعدلات دنيا … بالاضافة الى التفكك الاسري والحالة الاجتماعية لبعض هؤلاء التلاميذ المنحرفون ..المطلوب ايجاد حل عجل لهذه الظاهرة حماية لهؤلاء الاطفال وكذلك حماية لحق الاخرين معهم بالمؤسسة في تعليم جيد . ان وقتا ثمينا يهدر في مؤسساتنا بسبب تصرفات ‘المشمكرين بل المقرقبين ومنهم من ياتي سكرانا’ يضيع على المؤسسة ومستعمليها فرصا كبيرة للرفع من جودة الفعل التربوي التعليمي …خاصة ان القوانين فيها فراغ يستغله مثل هؤلاء كما ان حقوق الانسان والطفل فهمت خطا من العديد واستغلها البعض مشجبا لتعليق عجزه في التصدي للظاهرة… انها ظاهرة تستحق الكثير من التفكير العميق والفعل السريع لتطويقها…

  3. متتبع
    25/04/2007 at 18:33

    بالرغم من استفادة ثانوية سيدي محمد بن عبد الله من مشروع /ألف / الوكالة الأمريكية للتنمية
    واستفادتها من مشروع حصول الثانوية على موقع بالأنترنت وبالرغم المجهودات التي بدلت في إنشاء هدا الموقع فإننا حينما نعود لنتصفح محتويات الموقع نجد دار لقمان على حالها ، فلو كانت المؤسسة تنشر قضايا المتعلمين وتترك لهم المجال للتواصل سيستطيع الآباء معرفة مايروج بين صفوف المتعلمين، فبدل أن تتحفنا جهات أخرى بما يروج في بيوتنا فأظن أننا أولى بالمناقشة
    البناءة داخل فضاء المؤسسة نحن في حاجة للتواصل مع الإعدادية فالمرجو فتح قنوات الإتصال
    حتى نتمكن من مراقبة أبنائنا ومتابعة فضاياهم الشائكة عن بعد إد غالبا لانستطيع زيارة المؤسسة و مقال الأستاد المحترم يدمي القلوب الأباء في الخارج.
    إن موقع الثانوية يشير إلى أنها الأقدم ، وقد تخرج منها الآلاف وهم الآن أطرا في جميع جهات المملكة ، ودلك بفضل الأساتدة الدين ضحوا بزهرة شبابهم من أجل الوصول إلى الأهداف أما هداالجيل من التلاميد لن نجني من ورائه إلا المآسي إلامن رحم الله. رغم الجهود المبدولة من طرف رجال التربية جازاهم الله خبرا.
    وشكرا للسيد الحارس العام على القيام بالواجب,شكرا لصاحب المقال ، وعلى الأسرة والمدرسة
    التعاون لإنقاد ما يمكن انقاده.

  4. اب
    26/04/2007 at 09:55

    شكرا للاستاذ على هذا المقال الذين يختلف عن مقالات من يدسون رؤوسهم في الرمل .
    والكرة االآن في ملعب المعنيين من اجل باب جدي للحوار . وعلى راسهم جمعية الاولياء والاباء التي يقال عنها انها غير قانونية برمتها .
    والسلام

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *