النقد التشكيلي بالمغرب بين القراءة والترجمة : تجربة حسن لمنيعي نموذجا
الشاعر والناقد التشكيلي المغربي بوجمعة العوفي يصدر كتابا جديدا.
عزيز باكوش
عن دار "انفوبرانت" للطباعة والنشر بفاس/ المملكة المغربية
صدر للشاعر و الناقد التشكيلي المغربي بوجمعة العوفي كتاب من الحجم المتوسط في 89 صفحة , موسوم بعنوان "النقد التشكيلي بالمغرب بين القراءة والترجمة: تجربة حسن المنيعي نموذجا.
الكتاب في طبعة 2006 الأنيقة الأولى , والذي ضم لوحة للفنان يوسف الغرباوي , صممها كغلاف الفنان امحمد الشريفي , يعتبر الإصدار الثالث في روبرتوار بوجمعة العوفي حيث
صدر له :
بياضات شيقة : (شعر): منشورات دائرة الثقافة و الإعلام بالشارقة
دولة الإمارات العربية المتحدة- جائزة الشارقة- للإبداع العربي في الشعر- الدورة الرابعة 2001
-أصدقاء يغادرون حنجرتي "شعر" منشورات وزارة الثقافة والاتصال –الرباط 2002
قيد النشر التشكيل المغربي : أسئلة التجريب والهوية والأفق.
والكتاب في جوهره , محاولة من الكاتب بوجمعة العوفي على الملامح المؤسسة للنقد التشكيلي في المغرب , من خلال أهم أسمائه ورموزه , إضافة الى بعض المنابر الثقافية المغربية التي اهتمت بنشر مختلف الكتابات حول الفن التشكيلي و التي وضعت كتاباتها الاولي مع بداية الاستقلال. عن بواعث التأليف , يقول المبدع الشاعر بوجمعة العوفي :
دوافع عديدة قادتني الى اختيار موضوع الدراسة " النقد التشكيلي بالمغرب بين القراءة و الترجمة : تجربة حسن المنيعي" , ليس اقلها ندرة البحوث و الدراسات المنجزة حول التشكيل المغربي , والأسماء المِؤسسة لملامح تجربته النظرية .
يقول الناقد بهذا الخصوص:
هذا الافتتان الخاص الذي ظلت تمارسه كتابات ذات قيمة علمية راقية للدكتور حسن لمنيعي على العديد من قرائه وطلبته ، وتمدهم بالضوء ومسارب المعرفة الجمالية الرفيعة .هي المسارب التي لم تتطرق إليها أيضا العديد من الكتابات المنجزة –في بعض المناسبات-حول تجربته النقدية المتميزة.
و يعتبر الناقد بوجمعة العوفي اقترابه الأول من المدارات النقدية الشاهقة لحسن المنيعي-ومن خلالها ملامسة بعض الملامح المؤسسة للنقد التشكيلي المغربي- فعلا صعبا و مندهشا أساسا بكل العمق و الأبعاد التي تشير إليها تجربة حسن المنيعي العميقة والمفارقة في الكتابة والحياة.
وإذا كان المؤلف لا يدعي لمؤلفه ملء فراغ حاصل في الحديث النظري عن تجربة النقد التشكيلي بالمغرب, وليس في مسعاه كذلك, ادعاء بتأكيد قيمة ناقد ومعلم كبير من عيار حسن المنيعي . حيث تكون تجربته النقدية أكبر وأوسع من أن تِؤكدها أو تعرف بها إمكانات دراسة متواضعة من هذا القبيل . بل يعتبر محاولته " مجرد تلويحة اعتراف بفكر وأستاذية معلم ظل يشرب من معين الفكر ومن "ماء الشياطين"،وينصت لــ"ثرثرة الكون و الأشكال" حتى اخضرت فصوص المعرفة بين يديه.
تتشكل هذه الدراسة من مدخل نظري وفصلين وخاتمة :
خصص المؤلف المدخل لإطلالة أرادها مركزة على الملامح العامة المؤسسة لمشهد النقد التشكيلي في المغرب, من خلالها أهم أسمائه ورموزه التي وضعت كتاباتها الأولى مع بداية استقلال المغرب اللبنات الأساسية لهذا النقد, إضافة الى أهم المنابر الثقافية المغربية التي اهتمت بنشر مختلف الكتابات حول الفن التشكيلي.
أما الفصل الأول والمعنون ب"حسن المنيعي قارئا للتجربة التشكيلية المغربية" فيشتمل على محورين .خصص المحور الأول لحضور النقد التشكيلي في بيبلوغرافيا حسن المنيعي ، محاولا بذلك استجلاء مساحة ونوعية حضور المعرفة والنقد التشكيليين ضمن نشاطه الترجمي المتنوع، سواء بالنسبة لمواضيع التشكيل الغربي أو بالنسبة لمواضيع التشكيل المغربي .
ثم أفرد المحور الثاني للدراسات التي خص بها المنيعي بعض ظواهر وتجارب التشكيل المغربي(مثل ظاهرة الفن الساذج وتجربة الفنان الراحل محمد القاسمي ) ضمن رؤيته النقدية الخاصة بالفن التشكيلي،ودور هذه الدراسات في التعريف بالتجربة التشكيلية المغربية من جهة, ثم في إمكانية خلق الوعي النظري الضروري لتطوير الممارسة الملونة للتشكيل المغربي و الوصول بانجازاتها الى مستويات معينة من الإبداعية و الابتكار من جهة ثانية.
أما الفصل الثاني المعنون بــ"المنيعي مترجما للثقافة التشكيلية العالمية "فيشتمل على محورين كذلك . خصص الكاتب المحور الأول للحديث عن طبيعة ومضامين الدراسات و المقالات التي ترجمها وأعدها الدكتور حسن المنيعي ،ضمن مشروع أو غاية نقل الثقافة التشكيلية العالمية الى اللغة العربية ، ومدى مساهمة هذا المشروع الترجمي في التأسيس لثقافة تشكيلية ولمشروع نقد فني في المغرب .
كما أفرد المحور الثاني من هذا الفصل, للحديث عن المصطلح والمعجم النقديين الخاصين بالفن التشكيلي عند حسن المنيعي , محاولا بذلك استجلاء بعض خصوصيات اللغة النقدية عنده و مميزاتها الاصطلاحية و المفاهيمية.
أما "تلوين الختام"أو الخاتمة ،فقد حاول المؤلف من خلالها طرح بعض الاستنتاجات العامة حول طبيعة و أهمية مشروع النقد التشكيلي عند حسن المنيعي ،سواء من خلاله محاولة استجلاء بعض مستويات التأثير الذي تكون كتاباته حول الفن التشكيلي قد مارسته على التجربة التشكيلية المغربية ككل(إبداعا و قراءة ) , أو من خلال مناقشة الغايات المعرفية و النظرية و الجمالية و البيداغوجية الكبرى لهذه الكتابات, وتبيان مدى أهميتها وفعاليتها سواء بالنسبة للمشروع النقدي الشخصي لحسن المنيعي،أو بالنسبة للتجربة التشكيلية المغربية ككل.
وقد اعتمد الكاتب العوفي في هذه الدراسة-بشكل أساس –سبيل أو مقترح المقاربة "الكمية المقاربة" الكمية و الكيفية" المركزة لبعض مضامين و خصوصيات وغايات الإسهام النظري لحسن المنيعي في مشروع النقد التشكيلي المغربي . محاولا القيام ضمن كل فصل أو محور , أو في ختامها بنوع من الاستنتاجات العامة، ومحاولة استجلاء المقاصد الجمالية و النظرية والمعرفية الأساسية في كتابات حسن المنيعي حول الفن التشكيلي . ومن،محاولة القيام بنوع من التحليل المركز لمدلولات و رؤى هذه الكتابات و التأكيد على قيمتها النقدية بالنسبة للساحة الفنية المغربية.وكل ذلك على ضوء أسئلة تفرضها و تفرزها.
في نفس الوقت – خصوصيات الفراغ المهول الذي ظلت وما تزال تشكو منه ساحة النقد التشكيلي المغربي من جهة ، ثم أهمية المشروع أو المجهود النقدي الجمالي لحسن المنيعي و إمكانات فاعليته داخل هذه الساحة من جهة ثانية .
إن غاية هذه الدراسة و هاجسها الأولي هو –بكل بساطة يوضح الكاتب – محاولة الاقتراب من الملامح و التجارب المؤسسة للنقد التشكيلي المغربي ضمن المجهود النظري لحسن المنيعي في هذا المجال ، باعتبار المنيعي من أبرز مؤسسيه .وذلك من خلال الأسئلة المقترحة التالية:
-لماذا؟ متى؟ وماذا كتب وترجم و أعد حسن المنيعي حول الفن التشكيلي بصفة عامة؟
-ما قيمة و خصوصية ما أنجزه من كتابات حول هذا الفن ؟ سواء بالنسبة لتجربته النقدية الشخصية ؟أو بالنسبة لتراكمات الإبداع و القراءة في ساحة الممارسة التشكيلية المغربية ككل؟
-كيف كتب حسن المنيعي حول الفن التشكيلي ؟
-ماهي أهم المحمولات والغايات و المقاصد المعرفية و العلمية و النظرية والجمالية لما أنتجه حسن المنيعي من كتابات حول الفن التشكيلي بشكل عام؟
ولو إنه يظل من الصعب،ضمن إمكانات دراسة مركزة كهذه ،تقديم إجابات شافية وقاطعة لكل هذه الأسئلة أو بعضها على الأقل، إلا أ ن هذه الأسئلة أو بعضها قد تشير أيضا في مقاصدها الأولى ،وفي ما حاول القيام به، الى مايمكن أن يعني به تحديدا: "المقاربة الكمية و الكيفية" لكتابات حسن المنيعي حول الفن التشكيلي . هي المقاربة الغائبة –الحاضرة أيضا في الممارسة النقدية الخاصة بالفن التشكيلي المغربي ،أو هي المقاربة المرتجاة-على الأصح-في أفق و طموح هذه الدراسة ،كما في الوعي و التراكم الملونين و النظريين للممارسة التشكيلية المغربية.
بوجمعة العوفي أستاذ اللغة العربية بمدينة تازة.
شاعر و ناقد تشكيلي
عضو اتحاد كتاب المغرب
عضو بيت الشعر في المغرب
عضو الأنطلوجية العالمية للشعر :
بأيسلندا سنة 2002 (لدعم منظمة اليونيسيف و مركز أطفال أفغانستان). Beyond borderصدرت عن دار النشر
حصل على جائزة الشارقة للإبداع العربي في الشعر بالإمارات العربية المتحدة عن مجموعته الشعرية :" بياضات شيقة" (الدورة الرابعة) 2001
حاصل على جائزة المبدعين في النقد التشكيلي لدار الصدى بالامارات العربية المتحدة 2000—2001 عن مخطوط كتابه : التشكيل المغربي : أسئلة التجريب و الهوية و الأفق
ترجمت بعض القصائد الانجليزية و الفرنسية و الهولندية و البرتغالية و نشرت ببعض الأنطولوجية العالمية للشعر على الانترنيت مثل :
البريد الالكترو
Aucun commentaire