Home»Régional»منتخبو إقليم جرادة الكبار بين الممارسة ما قبل الحداثية وأفق الحداثة.

منتخبو إقليم جرادة الكبار بين الممارسة ما قبل الحداثية وأفق الحداثة.

1
Shares
PinterestGoogle+

مرت الانتخابات البرلمانية لسنة 2007 الخاصة بمجلس النواب ،باختيار العضوين الممثلين لإقليم جرادة الفائزين على أعلى نسبة من الأصوات و هما يمثلان توجهين سياسيين مختلفين ،و احد ترشح باسم التوجه الليبرالي،و الآخر يمثل التوجه اليساري ،و السؤال المطروح هل كل الأصوات التي حصل عليها هذان العضوان اللذان يمثلان الشعب المغربي في مجلس النواب و يساهمان في التشريع و مراقبة الحكومة،هي قواعد شعبية مؤطرة سياسيا،و تنتمي فعلا إما لليسار و إما لليمين؟ و إن كان كذلك من أطرها؟ و ماهي الآليات التي تم حشدها من أجل إقناع هاته الجماهير الشعبية من أجل تبني أفكار التوجهين السياسيين الفائزين؟هل نحن فعلا أمام تمثيلية شكلها حداثي و شرعيتها تقليدانية؟من أين تستمد النخب السياسية شرعيتها بجرادة بعد إغلاق مناجم الفحم؟هل هذا وضع صحي سليم؟

بعد إغلاق مناجم الفحم،طفا على السطح مفهوم القبيلة كمحدد رئيس لتشكيل النخب المحلية و الإقليمية ،هكذا يتكون إقليم جرادة من القبائل الكبرى التالية : »قبيلة أولاد سيدي علي »،و « قبيلة لمهاية »،و »قبيلة أولاد سيد الشيخ »،و »قبيلة بني مطهر » و » قبيلة بني يعلى » و » قبيلة أولاد عمر ». ،زيادة على قبائل أخرى حجم تأثيرها صغير على المستوى الإقليمي،كقبيلة الحمزاويين ،و الزكارة و لبخاتة،و أولاد الحاج،و « بني كيل » ….الخ،و أصبحت القبيلة التي تمتلك عددا أكبر من المنتمين إليها،تستعرض عضلاتها،و سارعت بعض الأحزاب السياسية من كل أطيافها الإيديولوجية ،يمينا و يسارا و وسطا ، للتهافت من كسب ود هذه القبيلة أو تلك،هكذا أضحى هم عدد كبير من الأحزاب السياسية كسب اكبر نسبة من الأصوات على المستوى المحلي من أجل نجاح مرشحها،و على المستوى الوطني لتجاوز العتبة لكي يستفيد الحزب من إعانات الدولة،غير مبالين بدورهم التأطيري و السياسي،وتوضيح برنامجهم و تفسيره للجماهير الشعبية،و تجب الإشارة إلى أن عددا كبيرا من ألأحزاب لا تربطها أية علاقة مباشرة مع يومي ((Quotidien المواطنين،و مقرات أغلبية الأحزاب تعتبر في عداد الغائبين في أغلبية أيام السنة ما عدا أيام الانتخابات و لا تمتلك كلها وسائل لوجيستيكية من تجهيزات معلوماتية و مكتبية، و أجهزة الحكامة في خبر كان، و فروع أغلبية الأحزاب غير ملتصقة بهموم الساكنة،و لا تسمع إلى نبضها و انتظاراتها و حاجاتها.وفي هذا الإطار أشير إلى بعض الملاحظات البارزة والقارة بجرادة عشية الانتخابات البرلمانية الأخيرة لتشكيل أعضاء مجلس النواب و هي كالتالي:

1- إن أغلبية سكان القبائل الكبرى بالإقليم توجد بالمحيط و في المناطق القروية،و لها امتدادات قبلية داخل مدينة جرادة.

2-إن مدينة جرادة،رغم تاريخها النضالي،و التضحيات الذي قدمها جيل كبير من الآباء،لم تعد تفرز نخبا حداثية مهيمنة على الفعل السياسي على مستوى المجلس الإقليمي،و تشكل عضوي مجلس النواب.و أصبحنا نشاهد في سيناريو مقلوب أن المحيط يتحكم في المركز،عكس كل النظريات التي تؤكد أن المركز يتحكم في المحيط كما يعبر عن ذلك سمير أمين.

لقد لاحظ الكل كيف كانت نسبة المشاركة كبيرة على مستوى قرى و مداشر إقليم جرادة، مؤطرين بواسطة البنية التقليدية القبلية التي حركت النزعات داخل نفوس المصوتين لتدعيم ابن القبيلة،أو « ولد لبلاد » ،عكس مدينة جرادة التي كانت فيها نسبة المقاطعة مرتفعة .و هذا يعبر عن شيء غير طبيعي،لأن مدينة جرادة التي تتجسد فيها علاقات بعيدة إلى حد ما من التنظيمات الماقبل حداثيةpré-modernistes – و إن كانت تخترقها – ،يمكنها أن تلعب دورا أساسيا في عكس التمثيلية السياسية الحقيقية ذات توجه حداثي،فهذا أساسي بشكل كبير،لأن تقدم المغرب و المغاربة رهين بفرز نخب حداثية قادرة على بناء المغرب الحديث،و تواكب التحولات الكبرى التي يعرفها المغرب و العالم.
لقد تمت مشاهدة ، بشكل كاريكاتوري، و كأن القبائل تتنافس فيما بينها إبان انتخابات 2007،و كبرت « طموحات » حتى بعض القبائل الصغرى ،و أصبحت الأحزاب السياسية تواكب هذا « الحراك القبلي » من خلال التزكيات التي منحت للمرشحين التقليديين الذين يمتلكون شرعية من داخل القبائل التي ينتمون إليها.

و قد أبانت الانتخابات الأخيرة أن عدد الأصوات التي حصل عليها المرشحون الذين يرأسون اللوائح يوازي كبر القبيلة التي ينتمي إليها هذا المرشح أو ذاك.لقد كانت الطقوس التقليدانية إبان الحملات الانتخابية البرلمانية لسنة 2007 بادية للعيان من خلال:
–خلق طابور كبير من السيارات التي تجوب قرى و أسواق الإقليم،أغلبية أصحابها منتمين إلى القبيلة التي ينتمي إليها رأس اللائحة. كما أن اللباس التقليدي من جلباب و عمامة كان هو السائد.
–اجتماعهم خلال هاته الحملات يكون على شكل دائرة مغلقة ،ويمارسون طقوسا شبه- دينية كالدعاء للمرشح بالطريقة المسماة محليا ب »المعروف » لإضفاء طابع القدسية على فعل سياسي المفروض فيه التعاقد على أساس برنامج و الدفاع على فئة معينة من طبقة معينة.

فاستقطاب كل الشرائح من الغنية إلى الفقيرة في قبيلة معينة،هو تعامل غير منطقي ،لأن القبيلة باعتبارها تحمل مصالح متناقضة لفئات متناقضة،لا يمكن لمرشح معين أن يدافع عن مصالح كل الفئات،لأنه إيديولوجيا ينتمي إلى تيار معين إما يميني يدافع عن مصالح الطبقات الغنية،و إما يساري يدافع عن الطبقات الوسطى و الفقيرة.
إن مدينة جرادة،و ما تمتلكه من رصيد نضالي،و من نخب حداثية مارست الفعل السياسي،و التجربة الجماعية،مسؤولة تاريخيا عن هذا الارتداد ،كما عليها توحيد صفوفها في أفق خلق إطار حداثي يساهم في تكريس القيم الحداثية،و قيم المواطنة،في وقت نلاحظ أن هناك من يريد استثمار مناخ الإنفتاح السياسي الوطني الذي يعرفه المغرب،و يمس بالمصالح العليا بالبلد كالإنفصالية « أميناتو حيدر » ،لذا يتوجب على الفاعلين السياسيين الحداثيين،و القوى المدنية بالإقليم و بمدينة جرادة على الخصوص :

1-خلق كتلة تاريخية محلية مكونة من الفعاليات و التنظيمات السياسية المحلية الحقيقية – يستثنى منها أشباه النخب- و كل التنظيمات التي لها مصلحة في التغيير على قاعدة برنامج متوافق عليه.فثقافة النبش عليها أن تتجاوز،و الحوار هو أس إيجاد الحلول.

2-تحديد الأولويات التنموية بإقليم جرادة من شغل،و مشاكل البيئة و سكن.

3-خلق ندوات علمية مختصة يستدعى إليها مختصون في الميدان.

4-خلق برنامج مخطط تنموي حقيقي يشكل قاعدة للتحاور مع السلطات الوطنية و الإقليمية و المحلية،و للمرافعة (plaidoyer)مع هذه الهيئات من أجل تنمية الإقليم. و سيعتبر هذا البرنامج قاعدة للتعاقد مع المواطن حال وصولها إلى تسيير الشأن المحلي و ورقة طريق لتطبيق برامجها.

5-تكريس قيم الحداثة و المواطنة في أوساط الشباب مع تعليمهم الحقوق و الواجبات و ثقافة المبادرة،و تجاوز عقلية الإتكالية التي تميزت بها الذهنية « الجرادية » التي واكبت المنجم. لأن مشاكل جرادة كباقي المدن المغربية،و نضالها لا يشكل الإستثناء.فهو نضال عادي، و لا يمتلك مميزات استثنائية كما يتوهم البعض و الشباب « الجرادي » عليه أن يعلم ذلك. كما أن الأفكار التي كان يدافع عنها البعض في زمن الرصاص،أصبحت الدولة تتبناها،و تجاوزت في طروحاتها،حتى الأحزاب السياسية التي كان تدعي الثورية. كما أن المجتمعات المتقدمة تعيش مرحلة ما بعد الحداثة  » poste –modernisation  » و تطالب بالجيل الثالث من الحقوق.

6-تشجيع الشباب على خلق المقاولة ،لأن الملاحظ أن جرادة تحتاج إلى مقاولات عصرية تقدم خدمة إلى المجتمع،و أن مجموعة من المقاولات المحلية تسير بشكل تقليدي غير واعية برهانات العولمة و تحديات السوق.
على نخب مدينة جرادة الحداثيين أن يكرسوا القيم الحداثية ، لأن القيم الحضارية و المدنية تأتي من المدينة،نظرا لتواجد عدد كبير من السكان الذي يستدعي التنظيم في العمران و الموسيقى و الأدب و السياسة …الخ.و بروز القبيلة كمعطى سياسي محدد بشكل كبير لإنتاج النخب بإقليم جرادة يشكل عقبة للتطور المحلي.و هذا رهان على الكل أن يعي به،و ينهض للتصدي له. فهل من مجيب؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. mastafa.M
    24/12/2009 at 12:50

    je vous partage completement Monsieur Hamzaoui ce que vous dites. l’esprit tribal reflete le sous-developpement.et les gens de Jerada devraient hisser le ton pour parvenir a developper leur province a travers un esperit de modernité.et l’exemple de Hamid Hathi le president du groupe parlementaire de FDT dans la deuxieme chambre du parlement, prouve ça.c’est un intellectuel de Jerada, et il a passé par UNEM et ensuite par l’association AFAQ-Jerada.donc c’est un idole qu’il faut le considerer comme modele reussi.

  2. ملاحظ
    25/12/2009 at 14:38

    هاد الشي اللي أعطا الله والديمقراطية هي هادي واللي عندو الأغلبية يربح بلا فلسفة وبلا ما تسمع للهضرة ديال سمير أمين ولاشي وحدخور.

  3. nassri
    28/12/2009 at 00:08

    salam si hamzaoui,mon bonjour à tous les jeradiens et jeradiennes,a mon avis le probléme est loin d’etre tribal….ya pas mal de causalités et d’itervenats….nous sommes tous résponsable…garder l’éspoir toujours..
    merci et bonne réception.

  4. خلفاوي
    27/06/2020 at 19:16

    من قال لك قبيلة لبخاتى صغيرة وتقارنها بي قبيلة الحنزاويين والحمزاويين ليسوا قبيلة بل خيمة ولبخاتى قبيلة كبيرة فيها عدة فخدات واقول لصاحب المقال الحمزاويين ليسو قبيلة وليسو فخدة اتا جدهم حمزة معا المستعمر الغاشم من الجزائر والسلام

  5. حمزة الكفايتي
    28/11/2020 at 01:32

    نعم قبيلة الحمزاويين عائلة واحدة ،كتبة اسمها في العلم والمقاومة منذ سنة 1660م،فجدهم سيدي الماحي بن عبد الرحمان دخل كفايت في هاته السنة ،ولقد ذكرهم المشرفي في كتاب نزهة الابصار ،وذكرهم العلامة سيدي محمد المنوني بالتعريف بالعلامة سيدي ادريس بن الطيب بن الماحي ،…الخ والزاوية الكفايتية يضرب بها المثل في العلم نشره فلقد كانت مقره ومنبعه في المنطقة ،ويشهد لها بذلك المخطوطات والظهاىر المولزية ،منذ السلطان مولاي اسماعيل الى السلطان مولاي محمد بن يوسف،ومنطقة كفاية من الجبال في الشمال الى حدود وادي زا هي بإسم الحمزاويين ،واما لبخاتة فهم وزغت وما جاء بعدها الى منطقة الروابح ،فعن اي خيمة تتحدث يا صاح ،فلا داعي لندخل في نقاش انا وانت ،فالذي بيته من زجاج لا يضرب الناس بالحجر ،.. وصلت

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *